” النحلة النشطة ليس لديها الوقت للحزن”ويليام بلايك
أغسطس 2010، الهدوء و الشمس ساطعة على السطح و إذا فجأة … زائرة تدور حول باقة الخزامى. ها هي سيدتي “أبيس
ميليفيرا” (النحلة)، مغطاة كلها بالأسود من أجل حماية أفضل من الشمس! يا لها من شجاعة، مهارة و يا لها من عظمة! أشكركم
لتوفير “حليب النحل” القيم، و غذاء الملكات النحل ثم لتطير بحثا عن رحيق جديد.
النحل من العمال الدؤوبين، متعدد المهام الذين ينتظمون داخل الخلية لحماية الحضنة و خدمة ملكتهم. يمتصون رحيق الأزهار
لصنع العسل و تخزينه في خلايا الشمع، يخزنون حبوب اللقاح (البذور الذكرية في الزهور) لتتغذى من خلالها في فصل الشتاء
لاستكمال العسل، تجمع النسغ و راتنج الأشجار لصنع الدنج و خصوصا من خلال غددها البلعومية تبلع “حليب النحل”، غذاء
ملكات النحل الغير عادي. و حول هذا الفضول المتعلق بالنحل سنتكلم عن ذلك.
التاريخ و غذاء ملكات النحل
النحل و العسل موجودان من آلاف السنين و لكن شفامردام، باحث هولندي في القرن الثامن عشر قام بوصف غذاء يرقات
الملكة. في عام 1740 فارشو ريومور (مخترع مقياس الحرارة بالكحول) أشار في مذكرته “حول الحشرات” العلاج الأمثل التي
تتمتع به ملكات المستقبل. في 1788، فرانسوا أوبير (عالم الحيوان سويسري أعمى) أعطى لهذا الهلام المغذي اسم غذاء
ملكات النحل. في عام 1889 بيريز أكد أن اليرقات تتغذى منه في الأيام الأولى الثلاثة من حياتها، وتلك التي تهدف لأن تكون ملكة
تتغذى منه مدى الحياة. كان علينا الانتظار حتى القرن العشرين للتعرف على تركيبة هذا الغذاء الغير عادي. في 1955، البابا بي
الثاني عشر كان يحتضر ولكن طبيبه غلايزي لم يستسلم، و استدعى في الفاتيكان البروفيسور نيهانس، طبيب سويسري
شهير، في علم الشيخوخة و رائد العلاج بالخلايا. في غضون بضعة أسابيع عالج البابا و جعله يقف على قدميه! ما سبب هذا
الشفاء الأعجوبي؟ في ذلك الوقت تحدثت الصحافة عن غذاء ملكات النحل قليل الشهرة عند العامية و معروف لدى مربي النحل:
غذاء ملكات النحل دخلت التاريخ. بفضل استخدامه من طرف العديد من المشاهير (اديث بياف، شارلي شابلن …). وقد أظهرت
الأبحاث التي أجريت في العقود الأخيرة أن غذاء ملكات النحل مفيد للإنسان، ليس بمصل الشباب الأبدي و لكن قيمته العلاجية
أمر لا جدال فيه.
الخصائص
غذاء ملكات النحل هو فضول بيولوجي، بعض مكوناته لا تزال غير معروفة. خاصيته الرئيسية هي إطالة عمر الجسم الذي يغذي
حصريا: ملكة النحل. خلافا للعاملات من النحل الذين يعيشون في متوسط 45 يوما، الملكة تعيش حوالي 5 سنوات. يا لها من
حياة رائعة! و لكن لا نحلم كثيرا، مدة حياة الحشرات لا علاقة لها بمدة عيش الانسان. في الواقع، يمكننا أن نضيف النوعية
لحياتنا، لكن توقع العيش مائتي سنة … علينا ادراك الواقع ! طوال حياتها، الملكة تضع البيض حوالي 1500-2000 يوميا، و
تعود هذه الخصوبة الرائع إلى غذاءها الحصري: غذاء ملكات النحل
هو هلام سميك، أصفر شاحب، حامض، حلو قليلا و رائحته تقال انها فينولية (كلما كانت الرائحة أقوى، كلما كان الهلام جديد).
من المقرر أن هذه الحموضة راجعة إلى درجة الحموضة المقاربة ل 4 و يفسر ذلك من خلال وجود في تكوينها الأحماض العضوية
مثل: حمض البانتوثينيك و حمض الهيدروكسي 2 ديسيونيك.
بالإضافة إلى ذلك، فإنه يحتوي على العديد من المواد: فيتامين ب (الغذاء الأغنى بالفيتامين ب5)، س، اي و المعادن (الكالسيوم،
النحاس، الحديد، الفوسفور، البوتاسيوم، السيليكا، و الكبريت)، العناصر الغذائية، الأحماض الدهنية الأساسية و الأحماض الأمينية
و عامل مضاد للجراثيم.
هو دواء شافي حقيقي (إكسير الحياة) الذي يمكن استهلاكه من قبل كافة الناس لجميع الأعمار للوقاية و العلاج من العديد من
الأمراض. بفضل نظام متحكم فيه بشكل جيد، يمكن لمربي النحل أن ينتجوا حوالي 300-500 غرام سنويا من هذه السلعة
النادرة.
الإرشادات
هذا المغذي الاستثنائي واحد من أكبر المكيفات الخلوية الذي تمنحنا إياه الطبيعة، مما يساعد على محاربة التعب، الإرهاق،
الصداع، الأرق، التشنجات، الدوخة، العصبية، أوجاع، و التشاؤم … غذاء ملكات النحل مفيد للتوازن العصبي النفسي لكبار السن،
لحسن سير عمل نظام الغدد الصماء و الدم. يُحسِن من اضطرابات الجهاز الهضمي و المغص، يقلل من حساسية الكبد و المرارة،
إعادة توازن للأعضاء التي تتعرض لضغوطات الحياة. ينظم ضغط الدم، مكافحة تصلب الشرايين، العجز و البرود الجنسي. يساعد
على محاربة التوتر و القلق، رائد في مجال توفير الأكسدة و فعال للغاية في منع اعراض الانفلونزا. عموما فإنه يساعد على تأخير
آثار المرتبطة بالشيخوخة و على وجه الخصوص الحفاظ على الري الجيد للدماغ فذلك ضروري للحفاظ على قدراتنا العقلية و
المعرفية. كما لديه صلاحيات التجدد التي لا يمكن إنكارها في الجلد لمنع علامات التصبغ و الحفاظ على تماسك مكوناته. يمنع
ظهور التجاعيد و يقلل من عمقها، و يمنع ترهل الأدمة و يزيد من الحماية الطبيعية ضد الأكسدة.
الخلاصة
أخيرا، أود أن أذكركم أن التطبيب الذاتي غير مستحسن عندما تعاني من مرض خطير و الأعراض لا تزال قائمة فينبغي إلتماس
العناية الطبية على الفور. لكن ليس هناك حالات يتعذر فيها استخدام غذاء ملكات النحل إجعلوه علاجا لعدة مرات في السنة و
خصوصا في تغير المواسم أو عندما يكون لديكم نقص في الطاقة! العلاج الداخلي على الأقل شهر واحد وفقا للجرعات الموصى
بها بناء على التعليمات أو مراقبة المشورة المهنية. لتمتع أفضل بفوائده فعليكم استخدامه طازج (على الصيام، أتركوه يذوب ببطء
تحت اللسان لمنع تدهوره بالعصارات الهضمية)، ولكن حذار: التأكد دائما من مكانه و أصله (تربية النحل الفرنسية و العضوية ).
يمكنكم العثور عليه في كبسولات و لكن هذا النموذج يفقد خصائصه و أقل كفاءة. سوف تجدون أيضا العسل بغذاء الملكات،
أنصحكم أن تختاروا العسل العضوي من فرنسا. و لا تنسوا مستحضرات التجميل التي تحتوي عليه و فعاليته على البشرة! لكن
للأسف، غذاء ملكات النحل لا يستطيع القيام بكل شيء ….. ساعدوه على حماية أنفسكم من خلال نمط حياة صحي، و
إستهلاك متوازن. تحركوا، تجنبوا المشروبات الكحولية و التبغ، بقدر الامكان، و الابتعاد عن المواقف العصيبة التي تُوَلد عمليات
الأكسدة المضرة بالجسم.
ملاحظة: شكرا لكم على الاهتمام الذي قدمتموه في الاسابيع الاخيرة لمقالاتي، إذا كنتم تريدون أن تقدموا لي مواضيع
مستقبلية أو تسألوني، فلا تترددوا! سأرد عليكم بقدر ما استطيع عليه و ذلك بكل سرور! فيما يتعلق بموضوعنا اليوم: لا تترددوا
لتوضيح لنا حول استخدام و فوائد غذاء ملكات النحل. تعليقاتكم في موضع ترحيب على مدونتنا. هلموا إلى لوحات المفاتيح
للمعلومات و الأسئلة !!!
قبل أن أترككم لدي شيء صغير لأقوله لكم: نبض العافية يقدم غذاء ملكات النحل نقي وطازج معتمدة بالزراعة العضوية يأتي في
وعاء من 30 غراما يعني 25 جرعة من 1 غرام و أذكركم بالانعكاس التالي: “دعونا نُقلد النحلة، تقطع مسافات كبيرة من دون أن
تفقد غايتها” لويس ماري بارن.
